Donnerstag, 23. Dezember 2010

هل محتاجون الى هجرة في هذا العصر؟؟

هل محتاجون الى هجرة في هذا العصر؟؟


لكل حركة أو جماعة في هذا الكون الشاسع لها أهداف ورؤى خاصة لها وبحسب الظروف والمعطيات يكون تصرف هذه الجماعة وبقدر الرصيد التاريخي والعمق في الأهداف والقيم يكون عطاء أصحابها ومناصريها وبالتالي يكون شدة الأذى و الضرر في الأنفس والمكاسب مرتبطاً أرتباطيا طردياً معها فكلما زاد الثبات كلما زاد الأذى والاستهداف وزادت الخسائر وعليه يكون الابتلاء ولكن النهاية في ذلك نصراً مؤزرا لا محال . فما هو القول في الجماعة التي عنوانها حزب الله "أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ" والحكم فيهم " أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" وصفاتهم بينت " لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (المجادلة 22).
الجماعة المسلمة من بداية الدعوة واجهت الكثير من المحن والشدائد التي كانت لزاماً أن يمر بها لكي يصلوا إلى مرحلة اليقين بنصر الله تعالى ولو بعد حين, ولكن حكمة الله قضت ان تكون الهجرة المباركة التي كانت الفاتحة لكل خير ونصر, أذنه الله تعالى لهذا الدين فالأمر أمره والقضاء قضائه والمعركة قبل الهجرة والى قيام الساعة لم تكن مع شخص النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحبه ولكنها كانت مع دين الله تعالى ولهذا لا محال من النصر لهذا الدين حتى لو بلغ الكفر والنفاق في المجتمعات ذروة الأمر ولكنه سبحانه يهيأ لنصره الأسباب ويا له من شرف وعزة لمن ألتحق بركب المناصرين لهذا الدين والسائرين على دعوته .
للهجرة نفحات وإرهاصات فريدة عاشها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وبالأخص صاحبه في الضيق أبو بكر الصديق الذي لزم النبي في السراء والضراء وباع نفسه وما ملك لرب العباد ولنصرة هذا الدين.
ولنعد الآن إلى التأمل فيما سُرد من قصة هجرته صلى الله عليه وسلم في كتب السيرة المطهرة لنستنبط منها الدلالات والأحكام الهامة لكل مسلم :
1- من أبرز ما يظهر لنا من قصة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، استبقاؤه لأبى بكر رضي الله عنه دون غيره من الصحابة آي يكون رفيقه في هذه الرحلة .وقد أستنبط العلماء من ذلك مدى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لأبى بكر وأنه أقرب الصحابة إليه وأولاهم بالخلافة من بعده، ولقد عززت هذه الدلالات أموراً كثيرة أخرى مثل استخلافه له في الصلاة بالناس عند مرضه وإصراره على أن لا يصلى عنه غيره، ومثل قوله في الحديث الصحيح :( لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلا )ولقد كان أبو بكر رضي الله عنه - كما رأينا - على مستوى هذه المزية التي أكرمه اله بها ، فقد كان مثال الصاحب الصادق بل و المضحى بروحه وبكل ما يملك من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد رأينا كيف أبى إلا أن يسبق رسول الله في دخول الغار آي يجعل من نفسه فداءاً له عليه الصلاة و السلام فيما إذا كان فيه سبع أو حية أو أي مكروه ينال الإنسان منه الأذى ، ورأينا كيف جند أمواله وأولاده ومولاه وراعى أغنامه في سبيل خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة الشاقة الطويلة. ولعمري إن هذا ما ينبغي أن يكون عليه شأن آل مسلم آمن بالله ورسوله، ولذا يقول رسول الله صلى اله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده و الناس أجمعين ) .
2- وفى بقاء علىّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في أداء الودائع التي كانت عنده إلى أصحابها دلالة باهرة على التناقض العجيب، ففي الوقت الذي فيه يكذبونه ويرونه ساحراً أو مخادعاً لم يكونوا يجدون من حولهم من هو خير منه أمانة وصدقاً، فكانوا لا يضعون حوائجهم وأموالهم التي يخافون عليها إلا عنده ...! وهذا يدل على أن عداوتهم مع شخص النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن بسبب الشك لديهم في صدقه، وإنما هو بسبب تكبرهم واستعلائهم على الحق الذي جاء به وخوفاً على زعامتهم وطغيانهم.
3- ثم إننا نلمح في النشاط الذي كان يبذله عبد الله ابن أبى بكر رضي الله عنه، ذاهباً آيباً بين الغار ومكة، يتحسس الأخبار وينقلها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيه، وفيما عمدت إليه أخته أسماء رضي الله عنها من الجد في تهيئ الزاد والراحلة وشرائها لهم لأعداد العدة لتلك الرحلة - نلمح في ذلك صورة مما يجب أن يكون عليه الشباب المسلم ذكوراً وإناثاً قد نذروا أنفسهم في سبيل الله عز وجل ومن أجل تحقيق مبادئ الإسلام وإقامة المجتمع المسلم، فلا يكفى أن يكون الإنسان منطوياً على نفسه مقتصراً على عباداته، بل عليه أن يستنفد طاقاته ويوجه نشاطه لله سعياً في سبيل الإسلام، وتلك هي مزية الشباب في حياة الإسلام و المسلمين في أي زمن وعصر وإذا تأملت فيمن كان حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إبان دعوته وجهاده، وجدت أن أغلبيتهم العظمى كانوا شباباً لم يتجاوزوا المرحلة الأولى في عمر شبابهم، ولم يبخلوا بأي جهدٍ في تجنيد طاقاتهم وقوتهم من أجل نصرة الإسلام وإقامة مجتمعه.
هذه بعض العبر التي يمكن إيرادها والتي بينها العلماء فهل نحن محتاجون لهكذا هجرة ولكن ليست هجرة من بلاد إلى بلاد ولكن هجرة من نفس أمارة بالسوء نفس معلقة بلعاع الدنيا, مفتونة بزخرف الكفرة والمنافقين معلقة بأستار الجاهلية إلى نفس تواقة للعمل الصالح ملهوفة إلى رؤية دين الله هو الذي يحكم هذا الكون أجمع بعدله ورحمته وقوته التي أضعناها بثمن بخس، فهاجروا بأنفسكم إلى دين الله تعالى فهنيئاً لمن نذر نفسه لله كأبا بكر " فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ " (الذاريات 50)

دعوة إلى الرباط في المساجد

دعوة إلى الرباط في المساجد

مساجد العراق / نصائح الخطيب:
الحمد لله منزل الكتاب, ومجري السحاب, والصلاة والسلام على سيد الأحباب, محمد بن عبد الله خير عباد الله الذي كان من ربه شديد الاقتراب..أما بعد:
فقد جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحث على انتظار الصلاة في المسجد بعد الصلاة وسمَّى ذلك رباطًا، كما أخرج مسلم بن الحجاج -رحمه الله- من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ, قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِه,ِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ, وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاة,ِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ» رواه مسلم -369- (1/57)..
وتسمية هذا العمل الصالح بالرباط تشبيه له بالمرابطة للجهاد في سبيل الله تعالى.
ومما جاء في فضيلة الرباط في المساجد بين الصلوات ما أخرجه ابن ماجه -رحمه الله- من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو –رضي الله عنه- قَالَ: "صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَغْرِبَ فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ, فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُسْرِعاً قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ, وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ, فَقَالَ: «أَبْشِرُوا هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَاباً مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلَائِكَةَ, يَقُولُ: (انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى)»رواه ابن ماجه -793- (3/24) وصححه العلّامة الألباني في صحيح سنن ابن ماجة برقم(801), وصحيح الترغيب والترهيب برقم(445).
وهذا يبين لنا أهمية المرابطة في المساجد، حيث بلغ ذلك من الفضل إلى أن يباهي به الله سبحانه ملائكته عليهم السلام.
ومما جاء في فضيلة ملازمة المساجد والبقاء فيها ما جاء عن أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ إِلَّا تَبَشْبَشَ اللَّهُ لَهُ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ»رواه ابن ماجه -792- (3/23) وصححه الألباني في سنن ابن ماجه برقم(800).
فمن كان كثير الذنوب وأراد أن يحطها الله عنه بغير تعب فليغتنم ملازمة مكان مصلاه بعد الصلاة؛ ليستكثر من دعاء الملائكة واستغفارهم له، فهو مرجو إجابته لقوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} (28) سورة الأنبياء.
وقد أخبر –عليه الصلاة والسلام- أنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، وتأمين الملائكة إنما هو مرة واحدة عند تأمين الإمام ودعاؤهم لمن قعد في مصلاه دائماً أبداً ما دام قاعداً فيه، فهو أحرى بالإجابة، وقد شبه -صلى الله عليه وسلم- انتظار الصلاة بعد الصلاة بالرباط وأكد ذلك بتكراره مرتين بقوله: «فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ, فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ»4، فعلى كل مؤمن عاقل سمع هذه الفضائل الشريفة أن يحرص على الأخذ بأوفر الحظ منها ولا تمر عنه صفحًشرح ابن بطال - (3/114).
وفقنا الله جميعاً إلى مرضاته, وأجزل لنا الأجور وغفر لنا الزلات آمين...آمين, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ملاحظة: استفيد الموضوع من كتاب(عمارة المساجد المعنوية وفضلها) لـ(عبد العزيز عبد الله الحميدي)(1/10)الطبعة الأولى.